مقالات

الاديب شقيفة يكتب .. التواضع مرآة القوة

لا يتواضع إلا من كان واثقًا بنفسه… عبارة تبدو كهمس حكيمٍ أدرك أن الجبال لا ترفع صوتها، وأن البحر حين يهدأ، يُخفي في عمقه أعظم الأسرار.

المتواضع لا يحتاج أن يثبت شيئًا، فهو يعلم من هو، وما الذي يحمله قلبه وعقله. ثقته لا تصرخ، بل تبتسم. لا يرفع رأسه استعلاءً، بل ينحني أدبًا، لا يُجادل ليغلب، بل يُحاور ليفهم.

في حضرته تشعر بالسلام، لأنك لا تقف أمام غرورٍ، بل أمام إنسانٍ يرى في الآخرين مرآته.أما المتكبر… فغالبًا ما يكون هشًا من الداخل، يخشى أن يُكتشف ضعفه، فيرتدي عباءة التعالي.

يُقنع نفسه أنه فوق الجميع، بينما هو غارق في صراعٍ خفيّ مع نقصٍ يرفض الاعتراف به. إنّ التواضع لا يَصدُر عن جهلٍ بقيمتنا، بل عن فهمٍ عميق لها.

والتكبر لا ينبع من عظمة، بل من خوفٍ أن تُفضح صغائر الروح، فكن ممن يبتسم حين يُثنى عليه، ويصمت حين يُساء إليه، ويمضي في طريقه لا متعاليًا ولا متخاذلًا، بل واثقًا أن الشجرة المثمرة هي التي تُنحني فروعها … وأن العظمة الحقيقية، صامتة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى