الصحة السودانية تكذب وجود تلوث كيميائي وإشعاعي بولاية الخرطوم

الجاسر نيوز – الخرطوم
كذبت وزارة الصحة الاتحادية في تقرير، إدعاءات وجود تلوث كيميائي وإشعاعي بولاية الخرطوم.
ويأتي هذا التكذيب بعد إتهامات باستخدام أسلحة كيميائية، في النزاع الدائر بالسودان، مما أثار قلق محلي ودولي واسع، غير ان رئيس الوزراء د.كامل إدريس في يوليو الماضي دعا الي الالتزام باجراءت السلامة من المخاطر الاشعاعية.
وفقاً للملخص التنفيذي، الصادر من الصحة الاتحادية الاثنين 1 سبتمبر 2025م، حيث استعرض التقرير نتائج التحقق الوطني حول الادعاءات التي تناولت تعرض العاصمة الخرطوم لتلوث إشعاعي أو كيميائي.
واضاف : خلصت البيانات الواردة من الجهات الوطنية المختصة إلى عدم وجود أدلة علمية تدعم هذه الادعاءات، حيث أظهرت القياسات والتقارير الرسمية أن الوضع العام لا يشكل تهديدًا على الصحة العامة.
وتابع : التقرير في أعقاب حملات إعلامية تحدثت عن “عدم صلاحية العاصمة للحياة” نتيجة مزاعم تتعلق بالتلوث الإشعاعي، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والتدهور البيئي، باشرت الجهات الوطنية المختصة عمليات تحقق ورصد علمية منذ مطلع أبريل 2025 عقب تحرير العاصمة.
واكدت الصحة ان التقرير يهدف الي التحقق من صحة الادعاءات المتعلقة بالتلوث الإشعاعي والكيميائي والبيئي، وطمأنة الرأي العام عبر نتائج علمية موثوقة، بجانب رصد الوضع الصحي في العاصمة عبر أنظمة الترصد الوطنية.
وكشف التقرير عن استخدام المنهجية/الإجراءات: مبيناً إجراء قياسات إشعاعية باستخدام أجهزة معتمدة من الهيئة الدولية للطاقة الذرية في مواقع محددة : مستشفى الذرة، معمل استاك، معمل الأبحاث البيطرية بسوبا.
وكما إستخدم أجهزة الكشف الميداني Chempro المعتمدة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ومتابعة نظام التقصي المرضي القومي التابع لوزارة الصحة الإتحادية لرصد أي حالات غير اعتيادية، لاسيما مراجعة تقارير الطب العدلي والجنائي.
فضلاً عن متابعة مستمرة من المجلس الاستشاري للطب العدلي بوزارة الصحة الاتحادية.
وبحسب أبرز النتائج والمخرجات : التي تحصل عليها التقرير، لم يتم تسجيل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع أو تحريك للمصادر المشعة، وكما لم يتم العثور على مخلفات أو ذخائر غير اعتيادية مرتبطة بمواد كيميائية، وأجهزة الكشف الميداني لم تُظهر أي مؤشرات لغازات سامة أو مواد كيميائية.
ونوه الي ان أنظمة التقصي المرضي لم تسجل بلاغات بوفاة جماعية أو أعراض متشابهة تشير لتسمم كيميائي، وان تقارير الطب العدلي لم توثق أسباب وفاة غريبة أو غير واضحة مرتبطة بمواد كيميائية.
واكد المجلس الاستشاري للطب العدلي عدم رصد أي حالات وفاة تحمل العلامات المميزة لاستخدام الأسلحة الكيميائية (مثل الزرقة الشديدة، الزبد الرغوي، القيء الدموي، التشنجات الشديدة، الشلل المفاجئ، الموت الجماعي المفاجئ).
واشار الي ان معظم الشكاوي الصحية للمواطنين تنحصر في الإسهال والصداع والحمى وزيادة حالات الوفاة، والتي تُعزى إلى ضعف الخدمات الصحية نتيجة للحرب وانتشار الأمراض الوبائية (الكوليرا، الملاريا، حمى الضنك).
واشار التقرير الي أن هناك شكاوي من أمراض الجهاز التنفسي والإنفلونزا الموسمية تُعزى إلى الحرائق وانبعاثات الكربون.
وذكر التقرير التحديات/المعوقات من بينها ضعف الخدمات الصحية في العاصمة نتيجة الحرب، بالإضافة الي انتشار الأمراض الوبائية مثل الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، وكذالك وجود حرائق وانبعاثات كربونية أثرت على الصحة التنفسية لبعض المواطنين، بالاضافة الي الأضرار البيئية الناتجة عن تدمير المصانع والمقار الحكومية.
وطبقاً للتوصيات/الخطوات المقترحة، من بينها الاستمرار في المراقبة والرصد البيئي والصحي بشكل دوري، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية لمواجهة الأوبئة المنتشرة.
وكما اوصي التقرير بدعم نظم الترصد المرضي والطب العدلي لمتابعة أي مستجدات.
وخلص التقرير بناءً على الأدلة والبراهين المتوفرة من القياسات الميدانية، ونظام الترصد الصحي، والتقارير الطبية الرسمية، حيث اكدت وزارة الصحة الاتحادية عدم وجود أي أدلة لوجود تلوث كيميائي أو إشعاعي بولاية الخرطوم، كما لا يوجد ما يشير إلى وجود مهددات تجعل العاصمة غير صالحة للسكن.
واكدت وزارة الصحة الاتحادية أن أنظمة الصحة الخاصة بالرصد المرضي والمتابعة متيقظة وتعمل بصورة دورية في كل محليات العاصمة القومية لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ صحي محتمل.
وفي ذات السياق أصدرت نقابة أطباء السودان الشرعية بيان، اعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء حدوث تلوث واسع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى متأثرة بالحرب نتيجة لاستخدام الأسلحة الكيميائية، وحذرت في الوقت ذاته من خطورة الأوضاع وانها تشكل خطراً حياة المواطنين.
واوضحت النقابة، في بيان لها السبت الماضي، إن معدل الوفيات في الخرطوم مرتفع بسبب أمراض مميتة نجمت عن الأسلحة الكيميائية.
واكدت أن ما انتشر مؤخراً من أمراض لا يعود إلى الكوليرا أو الالتهابات الجلدية البكتيرية كما أشيع، بل هو نتيجة مباشرة للتلوث الكيميائي.
وأكدت النقابة أنها توصلت إلى هذه النتائج بعد تحريات أجريت بالتعاون مع منظمات دولية وإقليمية، تؤكد أن الخرطوم غير صالحة للسكن في المدى المنظور، ما لم تُنفذ معالجات عاجلة مثل تحديد وعزل البؤر الملوثة بالأسلحة الكيميائية.
وطالبت النقابة الأطراف المعنية باتخاذ خطوات عاجلة لحماية صحة وسلامة المواطنين، ودعت في الوقت ذاته، إلى وقف فوري لإطلاق النار والبحث عن حل سلمي للأزمة.
ويعاني السودان من وضع صحي متدهور نتيجة النزاع المستمر بين قوات الجيش والاطراف المتحالفة والدعم السريع منذ أبريل 2023، حيث أدت الحرب إلى تدهور الخدمات الصحية في كل البلاد إلى جانب زيادة عدد النازحين