مقالات

مبادرة الصحفيين.. فعل مقاومة جماعي في مواجهة النسيان

كتب: زهير عثمان

بينما ينهش الحرب جسد السودان، وتُقصف المدن ويُهجّر الناس، تخوض الحقيقة معركتها الأصعب: معركة البقاء. في وقتٍ بات فيه الإنترنت ترفًا، والوصول إلى مصدر خبر موثوق معجزة
ينهض الصحفيون السودانيون من منفى كمبالا ليعلنوا ميلاد مبادرتهم التأسيسية؛ فعل مقاومة جماعي في مواجهة النسيان والتضليل.
لماذا الآن؟ لأن الصمت موت
لم يعد الخطر مقتصرًا على إخفاء الأخبار، بل تعدّاه إلى محو الوجود الإنساني ذاته. الحرب لا تقتل الأجساد فقط، بل تسعى لاغتيال الوعي عبر الأكاذيب وخطاب الكراهية.
هنا، يصبح الصمت تواطؤًا، بل موتًا للحقيقة ومقدمة لموت الوطن.
لهذا، نهض الصحفيون رغم القتل والاعتقال والتشريد ليؤكدوا: لن نصمت.
المبادرة: خطة إنقاذ وطنية
هذه المبادرة ليست مجرد تجمع رمزي، بل مشروع إنقاذ يحمل أهدافًا واضحة:

حماية الصحفيين: توفير سبل الأمان والعيش الكريم، وتوثيق كل الانتهاكات ليوم المحاسبة.

إنقاذ المهنة: عبر شبكات تحقق ورصد لمواجهة الشائعات وخطاب الكراهية.

توحيد الرسالة: استعادة الصوت الجماعي للصحافة السودانية، ليصل صدى معاناة الشعب إلى العالم.

رسم المستقبل: صياغة رؤية لصحافة ما بعد الحرب، قائمة على الحرية والاستقلالية والمسؤولية الديمقراطية.

نداء المناصرة: هذه معركتنا جميعًا

نجاح هذه المبادرة لن يتحقق بالصحفيين وحدهم، بل هو واجب وطني وأخلاقي:

إلى الصحفيين/ات: وحدتكم هي قوتكم. شاركوا بخبرتكم وصوتكم، ولا تسمحوا للعزلة بابتلاعكم.

إلى المجتمع المدني والنقابات: كونوا سندًا تنظيميًا وماديًا. هذه معركتكم بقدر ما هي معركة الصحفيين.

إلى الشركاء الدوليين: هذه هي اللحظة للاستثمار في صحافة مستقلة تعيد الأمل في السودان. دعمكم ليس ترفًا بل واجب إنساني.

إلى كل سوداني وسودانية: انشروا تقاريرهم، احموا صحفييكم المحليين، فمعركتهم هي معركتكم من أجل وطن حر.

مبادرةالصحفيينالسودانيين

الصحافةخطدفاع_أول

السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى