مالذي (يغضب) حسن (طرحة) من كلام الدكتور علي الحاج..؟

بقلم : بارود صندل
هكذا تحدث الدكتور علي الحاج زعيم المؤتمر الشعبي !!
هو احد ابرز السياسين في الساحة السودانية اليوم ، يقود حزب المؤتمر الشعبي وهو ممن يتابعون الظواهر ويلاحظون تجارب البلاد عن علم وفهم قبل ان يستطيع القول فيها، تحدث قبل ايام حديث العارفين عن ما يجري في البلاد ومآلاتها ، وما قاله هو عينه راي المؤتمر الشعبي المبدئي ، وهو يرفض تكوين حكومات تحت أي مسمي ، لان ذلك مدعاة لتفتيت البلاد وذهاب ريحها ، وأن الكلام عن التأسيس مجرد فرية ، كون أن تأسيس البلاد قد تم علي ايدي الأباء المؤسسون منذ مؤتمر الخريجين ، فاي ادعاء لتأسيس جديد يكذبه الواقع التاريخي ، صحيح لا بد من الاصلاح او حتي اعادة الهيكلة علي أسس ترضي الجميع ولكن انطلاقا من التأسيس الاول ، هذا هو الموقف من حكومة التأسيس.
اما حكومة بورتسودان فهي حكومة امر واقع لا تتمتع باي شرعية ، كونها جاءت بالانقلاب ومع ذلك فهي الحكومة الوحيدة في البلاد ، الي ان يتم تغييرها بالوسائل السلمية ، يرفض الدكتور علي الحاج من حيث المبدا أي سلطة تأتي عبر استخدام السلاح ، فحكومة التأسيس تأتي علي أسنة الرماح فهي حكومة قهر واستبداد ،فمهما ادعت من مبررات فانها تؤسس لسلطة لحمتها السلاح وليس رضا الناس الحر ، ويتحدث الدكتور علي الحاج ، عن تجربتهم مع حكومة حمدوك ومع العسكر.
وبالرغم من عداوتهم للمؤتمر الشعبي واقصائه الا انهم قدموا لها نصائح ورؤي ، رفضوها ، ومع ذلك لا يسدون باب الحوار مع صمود او غيرها ، ويحذر الدكتور علي من تفكيك البلاد الي دويلات عديدة ، فالحكومات التي تنشأ بالسلاح عرضة للانشقاقات . وتحدث عن خطاب الكراهية الذي عم البلاد وهو ينذر بالشقاق ، ويرد نمو هذا الخطاب الي غياب الحريات وغياب الاحزاب ، وان المليشيات المتعددة والحكم العسكري تعزز من نمو خطاب الكراهية ،،،
لذلك يري أن المخرج والخير ان يقوم نظام الحكم علي اساس ديمقراطي صحيح ، كما نريد وكما يريد كل مثقف مخلص من اهل السودان ، نريد ممارسة ديمقراطية كما تمارسه الشعوب الديمقراطية التي تعرف ما تريد وتعرف ما يراد لها وتقبل من ذلك ما ترضاه وترفض من ذلك ما تأباه ، ويحذر الدكتور من مخاطر الاستعانة بالقوي الخارجية لتحقيق مكاسب داخلية ، مظنة الوقوع في براثن الصراع الدولي والاستقطاب.
يرمي الدكتور بثقله وبثقل حزبه ، مناشدا القوي السياسية للعمل علي القيام بدورها في ايقاف الحرب كأولوية ومن ثم تغيير حكومة الأمر الواقع بالوسائل السلمية ، لم ييأس الدكتور علي من الواقع الذي يسيطر فيه حملة السلاح علي المشهد في البلاد وتراجع العمل السياسي بل يقدم اقدام الواثق المتوكل علي رب العالمين،،،،
هذا الذي ذهب اليه الدكتور علي ، لا يختلف عليه اثنان إذا كان الهدف والمغزي هو حلحلة مشاكل البلاد المستعصية ، وأن الولاء للبلاد وليس لهذا الطرف او ذاك ، ولكن وما اكثر ما يذكر اسم الدكتور علي بالحق وبغير الحق في الاعلام علي اختلافه فلا يسوؤه ذلك ولا يضيق به ولا يتكلف ردا عليه ولو فعل لاتعب الكثيرين فهو يملك ذخيرة وافرة من المعلومات والأسرار !!
ولكننا ندفع عنه سفاهة السفهاء والجهلاء الذين رضوا بالجهل ورضي عنهم الجهل ولم يكتفوا بذلك وانما يريدون ان يذهب العقلاء مذهبهم في ايثار الجهل علي المعرفة وعلي الحكم علي الاشياء دون ان يكون لهم بها علم ،،،،
ما الذي يغضب ، حسن اسماعيل من كلام الدكتور علي الحاج ؟
لعل البعض لا يعرف حسن اسماعيل الملقب بحسن ( طرحه )، حق المعرفة ، فهو ليس مجرد صحفي او حتي مثقف وفاعل سياسي ، فقد عرفناه وزيرا في حكومة ولاية الخرطوم ، وزيرا للبيئة ثم للثقافة ، وكنت عضوا في المجلس التشريعي ، عرفناه من تقاريره وعمله واخفاقاته بل سوء ادارته وفساده وهلموجرا ، وكون ان الرجل يجيد فن التسلق ، فقد قفز بالزانة ليصبح وزيرا اتحاديا للاعلام وناطقا باسم الحكومة الاتحادية الي ان سقطت ،،، وهو الآن بوقا اعلاميا للعسكر ، ويعلم الداني والقاصي لمن يعمل حسن طرحة ؟
وما هي الوكالة الاعلامية والمنصة التي ينطلق منها حسن طرحه ،من ابوها واخوها وحموها وفوها وذو مال ؟
فامثال حسن طرحه لا يستطيعون البقاء ناهيك عن الحضور الاعلامي ان لم يكن لهم من يدفع ويكشف عنهم الشدة ويدفع بليتهم ،،،
لم يعجب حسن طرحه ما قاله الدكتور علي الحاج وهذا حقه ، فالمرؤ مع من احب ، وهو يحب العسكر ويبصبص حولهم وبطبيعة الحال لا يحب يقسو علي العسكر ولو بالحق ،، ولكن الذي يغضب الحليم ويرفع ضغطه وسكره ، هو ان يتطاول امثاله علي القمم السامقة التي ينحدر منها السيل ولا يرقي اليها الطير ،،،
يقول حسن طرحه ان ما قاله الدكتور علي الحاج ، يسئ للبلاد ولتاريخه ، وتبعا لذلك يصدر حكما علي ان حوالي تسعين في المائة من القادة الذين اداروا السياسة في البلاد ، سيئون ، رديئون اضروا بقضية البلاد ، وانهم سبب البلاوي وانهم يفتقرون للفهم والدراية ،، داعيا بالتخلص منهم!! هكذا ضربة لازب ، هي العقلية الدموية التي تفتقر الي الثقافة ، وحقا ، الثقافة أوسع من التعليم وليس كل متعلم مثقفا بالمعني الدقيق للثقافة ،،،
الذي اغضب حسن طرحه واخرجه من طوره ، اشارة الدكتور علي الحاج ، استخدام السلاح الكيماوي في حروب السودان ، وليس سرا استخدام هذا السلاح في دارفور منذ 2003، فقد اثبتت تقارير تتمتع بالمصداقية استخدام الكيماوي ، وفي هذه الحرب العبثية ، هنالك مزاعم باستخدام الكيماوي من قبل الجيش ، وقد ظهرت أثاره ، وما المزاعم الامريكية ببعيدة ، الي درجة ان الحكومة اقدمت علي تشكيل لجنة للتحقيق بتاريخ 29/5/2025 ،،
فالامر ليس جديدا ، الا ان يريدنا حسن طرحه ان ندفن رؤوسنا في التراب مظنة الا يرانا احد ، وفي احدث التقارير ، ان امريكا وجهت تهمة استخدام الكيماوي للبرهان شخصيا كونه أمر باستخدامه ضد الدعم السريع والمدنيين !! ويحمد للدكتور علي ان وجه التهمة للفريقين ،، الجيش والدعم السريع باستخدام الكيماوي ، أو أمكانية استخدامهما ،،،
كان الاحري بحسن طرحه ان يستعجل اللجنة التي كونها البرهان للتحقيق في الامر لاماطة اللثام وقطع الطريق علي الاجندة الخبيثة ،ولكنه لا يفعل ذلك بل يتردد في غيه حتي تقع الطآمة علي البلاد والعباد وما تجربة عمر البشير ببعيدة ؟
ما كنا في حاجة الي الرد علي حسن طرحه لولا تطاوله علي القادة وعلي الآباء المؤسسين ووصفهم باوصاف لا تليق ، مما يعني افساح المجال لامثال حسن طرحه الذين يفسدون ولا يصلحون ، التسيد في النشيد ، نريد أن يعلم الناس ان امثالهم مجرد حثالة علي هامش السياسة السودانية ، وحتما سوف تنفث البلاد خبثها ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ،،،
قد رمي علي ظبيا شك بالسهم فؤاده ،،،
ورمي حسن طلحة كلبا فأصطاده،
فهنيئا لهما كل امرئ يأكل زاده ،،،
والسلام ،،،،،




