مقالات

سودان الغد : الوعي الجمعي ينتج قيادة خادمة للوطن والمواطن

د أسامة العمري سلسلة رؤي التغيير (7)….

سودان الغد : الوعي الجمعي ينتج قيادة خادمة للوطن والمواطن

مقدمة

مازال الشعب السوداني يبحث عن سبل العيش الكريمة (الكرامة والحريات والحقوق والعدالة والتنمية ) ،فمهما كانت التحديات والصعوبات. التي يعانى منها الوطن والمواطن في از مان طويلة جراء تناوب قيادات فاسدة وأنانية، حولت المناصب من أدوات خدمة إلى أدوات مصالح شخصية. فاليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج السودان إلى وعي جديد يربط بين الحقوق والواجبات، من خلال عقد اجتماعي جديد اولا وإلى قيادة خادمة صادقة تعمل بلا أنانية من أجل رفعة الوطن وكرامة المواطنين.

ثانيا… فالوعي الشعبي اليوم هو البداية الحقيقية لأي تغيىر فكل خطوة نحو معرفة المزيد من الحقوق والواجبات والمشاركة في خدمة المجتمع،وكل رفض للفساد والاستغلال، هي خطوة نحو مستقبل أفضل. السودان وشعوبه ٠قادر على ذلك، والأمل موجود بيننا، ونحن أبناء هذا الشعب مسؤولون عن صناعته.

الطموحات الوطنية فوق الأنانية الفردية

الطموحات الوطنية ليست مجرد شعارات، بل هي أفعال يومية نعيشها ونمارسها. كل خطوة صغيرة نحو بناء مجتمع عادل كتطوير التعليم أو الاهتمام بالصحة أو البنية التحتية، هو حلم كبير لأطفالنا جيل المستقبل.نحن بحاجة اليوم إلى أن نرفع طموحاتنا الوطنية فوق أي مصالح شخصية أو أنانية فردية. طموحاتنا الوطنية المشتركة هي ما تجعلنا متحدين، وتقوّي أواصر المجتمع، وتضع مصلحة الوطن فوق أي خلافات أو صراعات.

وعي الشعب بمسؤولياته وبحقوقه هو الذي يمنع الفساد ويجعل القيادة عاجزة عن استغلال السلطة لمصالحها الخاصة.

القيادة الحقيقية هي خدمة الوطن

القيادة الحقيقية ليست حب الكرسي والمناصب، بل هي حب خدمة الناس والوطن. الزعيم الحقيقي هو من يضع مصالح المواطنين قبل مصالحه الشخصية، ويعمل بلا كلل لبناء وطن يسع الجميع.كل شخص يشارك في خدمة المجتمع، ويعمل بنزاهة وصدق، يساهم في بناء قيادات خادمة تعكس إرادة الشعب.

أما القيادات البائعة والمفسدة، فهي عقبة أمام أي تقدم، وحاجز أمام حياة كريمة لكل سوداني.

الوعي الجمعي سلاح التغيير

الوعي الجمعي هو السلاح الحقيقي. فلا يكفي أن يكون لدينا أمل فردي، بل يجب أن نكون شعبًا واعيًا، يفهم حقوقه وواجباته، ويعرف أن التغيير يبدأ من الداخل، من كل أسرة، كل حي، وكل مؤسسة.حين يعرف كيف نمارس دورنا بشكل فعّال، وكيف نحاسب قيادتنا على أفعالها، نستطيع أن نعيد ترتيب الأولويات الوطنية، ونمنع الفساد، ونحقق العدالة والمساواة.

وعي الجماعة يجعل الشعب قادرًا على تحويل أي أزمة إلى فرصة، ويضع الأسس لبناء سودان قوي، مزدهر، ومتسق

الأمل موجود بينناالأمل ليس شعورًا عابرًا، بل خيار نعيشه ونعمل من أجله يوميًا. كل خطوة صغيرة اليوم، تصنع فرقًا كبيرًا غدًا. كل مبادرة لتوعية الناس بحقوقهم وواجباتهم، كل مشروع يخدم المجتمع، يزرع شعاع أمل جديد في السودان.الأمل موجود بيننا في كل معلم يدرّس بصبر، وفي كل طبيب يسهر على صحة المرضى، وفي كل شاب وشابة يسعون لتطوير أنفسهم وخدمة مجتمعهم. السودان ليس فقط أرضًا، بل هو شعب يعيش بروح التضامن والعمل المشترك، وهو قادر على تجاوز كل الأزمات إذا تحرك كل منا بمسؤولية.

دعوة للعمل المشترك

دعونا نرفع طموحاتنا الوطنية، ونعمل معًا من أجل حياة أفضل لكل السودانيين. لنحوّل كل موقف صغير، وكل خطوة يومية، إلى أمل ونماء. لن ننتظر غيرنا، ولن نترك مصيرنا في أيدي قيادات فاسدة.وعي الشعب والعمل المشترك هما الطريق لبناء قيادات حقيقية، تخدم الوطن، تحمي حقوق المواطنين، وتعيد للسودان مكانته بين الأمم.الشعب السوداني يستحق وطنًا يعيش فيه الجميع بكرامة، والوعي الجمعي هو البداية الحقيقية لتحقيق ذلك. لنبدأ اليوم، بخدمة بعضنا، ورفع مستوى طموحاتنا الوطنية، وبناء وطن يسع الجميع بالعدل والمساواة.

سودان الغد يبدأ من وعي اليوم.

كل فرد منا قادر على صناعة فرق، وكل خطوة صغيرة نحو خدمة الوطن والمجتمع تساهم في بناء مستقبل أفضل. بالوعي، بالعمل المشترك، وبحب الوطن، سيعيش الشعب السوداني حياة كريمة، ويحقق طموحاته الوطنية، ويبني سودانًا مزدهرًا ومستقرًا لكل الأجيال القادمة.

د أسامة العمري// مؤسس ورئيس منظمة ابونا ادم يواصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى