من الساخر نادر التوم

من الساخر نادر التوم
سخرية الواقع و واقعية السخرية
جلسة في حضرة ملاريا زمان و هسه!
(1)
ـ يحكي لك بعض الأصدقاء القدامى، قصصا تكون أنت قد نسيتها، من ضمن ذلك ما حكاه صديقي شيخ بشير محمد صالح، مباهيا بي القوم ، أنني قد أتيت للامتحان و انا متوعك ـ أمشي مترنحا، بينما المعلمة أجلت الامتحان و ناس بشير مبسوطين من التأجيل و منحيرين هم و المعلمة منعها الله بالصحة و العافية من جيتي لأمتحن!
ـ باستدعاء الذاكرة (قديمة الأمد)، يتضح أن الأمر كان في الصف السادس ابتدائي
ـ كانت الملاريا في تلك الأيام، مثل الدنيا في عيون ارخبيل هاشم صديق رحمه الله (عزيزة و لذيذة)!!
(2)
ـ اذكر جيدا أنني كنت آخذ الحقنة البيضاء (الفرنسية) و بعدها أتوجه للتمرين و (أدافر)، و ربما أحرز هدفا، أو انقذ هدفا، ـ كانت الملاريا (متغهمة) تستميحك عذرا أن تنجز ما تريد!
(3)
ـ ملاريا الجامعة كانت (مضحكة جدا)، ذات فصل دراسي قررت أن (ابدل)، أحد امتحانات الكيمياء، التي لم احضر محاصراتها ، و معاملها ، و لم أستذكرها، إذا لا بديل الا الملاريا،
ـ كان في المستشفى دكتور و دكتورة (صعبين جدا)، لو أن (انثى الانوفليس) التي نقلت لك المرض اعترفت لهم بهذا ، لعلقوا لك في الأورنيك:
(علاج و دراسة)
ـ من محاسن الصدف، أن الدكتور قال لي: ما عندنا فحص(أمشي أأفحص بره)، ـ ففرحت جدا، قلت خلاص نحنك ناس المعامل
ـ ، امتطيت دراجتي من مستشفى عطبرة إلى السوق قلت للدكتور (الفحيص)، داير لي ملاريا لو أمكن!
ـ، رفض رفضا باتا( إلا أفحص)، فركبت راسي، و لم افحص عنده، (هي ملاريا دايرة تعمل ليك شنو عليك الله؟ و بديك حق الفحص بدون تعملو) ،
ـ و ركبت دراجتي إلى مستشفى الشرطة و (فحصت عديل) و انتظرت النتيجة فهتفت الدكتورة الفحيصة التي ترتدي زي الشرطة الجميل :
ـ نادر التوم
ـ فقلت نعم!
ـ فقالت ملاريا، فطرت من الفرح و قدت الدراجة إلى الكلية و لم أشتر حتى علاجها، ما منطقية أكون سايق العجلة دي المسافات دي كلها و يكون عندي ملاريا،
ـ غايتو عقلي الباطن اتبرمج و طلع النتيجة دي، و أخدت بديل (بي حقي)، مع اني في لحظة يأس، كنت أخاطب نفسي:
ـ حتى لو طلعت ما ملاريا أشيلها (ريكورس)، هو انا الريكورسات العندي شوية؟؟؟
(4)
ـ أما ملاريا التدريس فهي عجيبة، لست ادري أي عبقرية جعلتهم يعينوني في آخر شرق النيل و انا ساكن آخر الدروشاب!
ـ المهم كنت أعمل في مدرسة (ود دهاشة) درست حصصي، و انتبهت و انا أشرب القهوة مع صديقي استاذ بدر الدين لأنني( نسيت الحقنة)،، دخلت إحدي الصيدليات في (شارع واحد)، شرحت للصيدلانية الفكرة ، فرفضت إلا بي روشتة، ـ قلت ليها انا أستاذ ح أغشك يعني ؟
ـ برضو رفضت، قلت ليها، يعني انا ح اشتري حقنة بقروشي و (أتبز)، و انا ما عندي ملاريا؟ ـ ابتسمت لكين أصرت على الروشتة، فخرجنا و صديقي،
ـ المهم صلاة العشاء كنت في مركز ظريف (حاجة كدا كير)، في (محطة اللستك)، ناس الحافلات كان عندهم (عوارة) بنزلوك هنا، و يمشوا ليك لهناك شان تركب تاني، و تدفع تاني، في داعي للعوارة ما تشيلوا قروش بس بدون أطلع أنزل دي!
ـ (غايتو) لاول مرة تطلع معاي. الحركة البايخة دي ،حلوة !
ـ الصيدلانية اعطتني الحقنة و معها ابتسامة ، شفقة لا ثضحكوا،
ـ و موظغة الاستقبال سجلت اسمي على الحاسوب و قالت لي 500 جنيه، دفعت و أخدت الحقنة، ثم نهضت فوجدت الحافلة القبيل بي الضفة الأخرى، و ركبت إلى البيت!
(5)
ـ كنت اكره ا(لكلوروكين) و استفرغه و كذا مشتقاته فانسدار و غيرها
ـ و استحمل الم الحقنة على مرارة الحبة، لكن كانت هناك بدائل (زي امتحان الكيمياء)، ـ الشاهد أن الملاريا كان عندها رحمة و (تقدير) و بتسمح ليك بالتحرك، و العمل، و اللعب، و الامتحان، أما ملاريا اليوم فهي لا تسمح لك بشئ حتى الصلاة لا تستطيعها جالسا، أو راقدا، ـ’فقط تسمح لك بأن (توصي)، و هي ـ زي الدعامة لمن يجوك بي أسلحتهم ـ بطلبوا منك أن (تتشهود)، و نفوق هذا هي (خل وفي)، تمشي و تجي، و لا تجدي معها وصفات الفيس و الواتس، و وصفات الدكاترة!
فماذا دهاها و دهى نواقلها التي (ما ممكن تكون أنثى)!
(6)
لسعات
ـ يا حليل زمان و ملاريا زمان!
زمان كان عادي تكون ممكون تمشي تفحص ما تظهر ليك ملاريا الزول (المتكلك) يفحص يلقاها عندو!
ـ و في فحيصين و معامل كدا، ما شاء الله، ملاريا ملاريا، الفحص نظام إجراء بس، وصلتهم ما يقصروا معاك بالذات لو كنت من جماعة دفتر المستشفي!
ـ فرق بين ملاريا زمان و هسه ، الحالية اول ما تجيك بتخليك تفكر في المقابر، حتى لو كنت في البيت و ماىساكن العنابر،، و الزمان بتخليك تعيش حياتك عادي!
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الامي الحبيب المحبوب شافي العلل و مفرج الكروب و آله!
ودعناكم الله.




