أزمة المثقف السوداني ..!

أزمة المثقف السوداني .
بقلم / ايوب محمد ( مجنق )
لعل العنوان أصبح يتكرر في الآونة الأخيرة مع الصراع الدائم بين المثقفين، في ظل هذا الصخب أسئلةً تتكرر :
ما دور المثقف السوداني في المجتمع ؟
ما هي أدوات الإنتاج الفكري للمثقف السوداني ؟
هل الثقافة حكرًا على نخبة من المثقفين ؟
لعل هذه الأسئلة تدلج بنا إلى عمق أزمة المثقف السوداني وهو الوقوع في الوهم الايديولوجي واتباع مناهج ثقافية أخرى، فإذا كان المثقفون هم المنتجون بعقولهم وسواعدهم ضد أنظمة اجتماعية أو سياسية فاسدة، فإذ أن المثقفون هم رواد الفن والأدب والإبداع، فأين دور المثقف السوداني في هذه السيرورة؟
أدوات الإنتاج الفكري للمثقف السوداني أصبح تناظرًا وتباهيًا بين نخبة المثقفين أو أشباه المثقفين الذين تحول دورهم من نشر الوعي الثقافي إلى التباهي والترف بين من قرأ كذا كتاب وبين من تبنى نظرية مستشرق أو عالم، تاركين ما هو أهم ألا وهو ملامسة عقول المجتمع وبالاخص الشباب بأفكار تنويرية ثقافية تساهم في بناء مجتمع مفعم بالعلم والمعرفة والتي ستتعامل مع جميع قضاياه بروح الوعي الوطني.
وليس الثقافة حكرًا على نخبة او كيان حزبي أو طائفة، العامل البسيط يكون مثقفًا بأدوات إنتاجه المادي والفكري، والمعلم والطبيب والميكانيكي وسائق الكارو والمزارع والتاجر، الثقافة حرًا لكل يدٍ مبدعة ويدخل في كل المجالات، ليس عليك أن تكون في مكتبك مكيفة وتحتسي قهوة صباحية وتقرأ جريدة وفي يدك سيجارة هذا لا يصنفك مثقفًا، ربما تحمل طورية وفأسً وترتاد الحقول وتكون مثقفًا بأدوات انتاجك الفكري والمادي.
المثقف الحقيقي من يمتلك أدوات إنتاج فكري ضد الجهل والجهوية العنصرية والطائفية التخلفية وأنظمة الاستبداد.
دور المثقف أن يخلق إنسان يفكر، وألا يكون الإنسان منساقًا وراء منطق وآراء الغير .




