إبتسام ابو طاهر تكتب .. العزاء في السودان : هل من تغيير في العادات ..؟

بقلم : ابتسام أبو طاهر
السودان وطن متفرد في الكثير من النواحي.. في الأفراح والاتراح..
والعزاء في السودان له سمات صارت من التقاليد الاجتماعية، حيث تضم خيمة العزاء الأهل والأصدقاء والجيران والمعارف من كل مكان مواساة منهم لأهل الميت.
لكن، وراء هذه اللحظات المؤثرة، نجد هنالك عبء مالي كبير يتحمله اهل العزاء من طعام وشراب، وذلك أجل إكرام الضيوف، ويدخل أهل الميت في صرف مبالغ كبيرة على الطعام والشراب، والشاي والقهوة.
هذا العبء المالي قد يكون كبيرًا لدرجة أن بعض الأسر قد تُعاني من ضائقة مالية بعد انتهاء العزاء.
ولكن نلاحظ في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الأسر تُعلن عن انتهاء مراسم العزاء بعد الدفن مباشرة، وذلك تفاديا للخسائر المالية الكبيرة التي يمكن أن تتكبدها. خاصة وأن مراسم العزاء قد تمتد لعدة أيام.
وطبيعي انه مع مرور الوقت، تتغير التقاليد والعادات الاجتماعية. في بعض الأحيان، يبدأ الناس في إعادة تقييم هذه التقاليد لتواكب الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة.
في هذا الشأن يصبح من المهم إيجاد توازن بين الوفاء للميت وتجنب العبء المالي الزائد على أهله.
وفي هذه الأيام على المجتمع أن يفكر في كيفية التضامن في مثل هذه الحالات الصعبة، دون أن يكون هنالك عبئً ماليً على أهل العزاء.
ربما يمكننا أن نجد طرقًا أخرى للتعزية والتضامن لا تكلف الكثير، مع الحفاظ على روح التكافل والتعاطف التي تُميز مجتمعنا السوداني دون غيره من كثير من المجتمعات.
والعزاء عند آخرين ليس فيه اكل ولا شرب.. فقط تعزي وتذهب.. ويمكن أن تعود في وقت آخر في زيارات خفيفة