كيفية اقتلاع (الإرث) الفرعوني من (الفضاء) السياسي بالسودان…. (1)

بقلم /الطاهر اسحق الدومة
aldooma2012@gmail
كيفية اقتلاع (الإرث) الفرعوني من (الفضاء) السياسي بالسودان…. (1)
المصيبة إن هناك ثلة معتبرة من السودانيين صاروا يتنافسون في اقتناء الباطل وظنوهو فراسة وشجاعة وذكاء او دهاء يتفاخرون بالانتصار على الآخر من خلال فهم محدد للدين والثقافه والتنوع الاجتماعي.
وهو تحديدا نمط ثقافة فرعونية ومن يشبههم متجزر في العقل الباطني عند كثير من من يعتلون السلطة في السودان فجأة خاصة العسكريين وبطانة النخبة التي تسندهم… حيث يحورون رغباتهم في (اقتناء) السلطة بأنه أمر منبثق من (الدين) بالظاهر…
او دعوة للمحافظة على الوطن او (الوطنية) كما في الحرب الأخيرة وما دروا أن الدين والثقافة والقيم والأخلاق والمروءة هي الأصل والزاد الحقيقي للإنسانيةوالوطنية كي تمضي لتبلغ مرامي عمارة الوطن والمجتمع الذي يعيشون فيه
لقد اوضحت الاديان السماوية والوضعية والانبياء والمفكرين العظام قيمة الإنسان و(الإنسانية) وسعوا لتهذيبها بالشرائع والأفكار المنبثقة من الشرئع والأفكار الملهمة في تنميط سبل حكم تتسم بالعدل بشتي السبل والانتقال بها من بيئة (الحيونة) الي بيئة (الانسنة) في احترام الذات الفردية والجماعيةووضع نظم تدير هذا المشهد يتسم بالعدل واحترام كرامة الإنسان كل ذلك بغية الاعمار وليس الدمار وقتل الناس.. بل والحفاظ على البيئة التي تجعل الحياة سلسة متواصلة..
ولكن من سوء الاقدار ان يمتطي ظهور السودانيين من يفتقدون القيم والأخلاق مع انهم قامات في التحصيل الاكاديمي..
ليساهمو في ان يكون السودانيين أكثر الشعوب في العالم ترزح تحت نير الحروب.. من خلال صراعات تتوالي لتنتج مزيدا من بؤس وضنك المعيشة وانتشار خطاب الانا وإقصاء الآخر ليس حرمانه من المشاركة في الحكم بل حرمانه من الحياة التي تمتد الي المجتمعات التي خرج منها دعاة الإصلاح فوقتما وجد بعضا منا الفرصة( المواتية)في التقاط قفاذ الحكم فورا يرتدوا لبوس فرعون حينما يتمادوا لتحقيق رغائب وشهوات انفسهم وبطانتهم أيا كانت في بالاستئثار بالسلطة والشهوة….
شعب السودان الذي ابتلي بحفنة من البشر تفتقد لادني القيم والأخلاق خاصة في عصرنا الذي نعتاش فيه اليوم.
لسوء حظ السودانيين إن يقعوا ضحايا لعنف الدولةالناتج من توهط هذه الثلة في الحكم.
في حين كان الحلم إقامة دولة ظلوا يرعونها وينتظرون ريعها كأماني واشواق ان تقيم العدل وتعمر الأرض وتنشر العلم وترسي دعائم التنمية وتوفر سبل المعيشة… ولكن بعد سبعين عاما من الاستقلال وجد اغلب السودانيين انفسهم يحصدون ( الابادة والفتن والفساد المقنن من الدولة نفسها بأجهزة تشريعية وعدلية )ومازال الحصاد يمضي حربا وفسادا وابادة وخطاب كراهية مستدام خاصة بعد قيام الحرب الأخيرة هذه لتنتج ثقافة ممعنة في الغاء الاخر كليا من الوجود ووصفه باقبح الصفات والنعوت….
ليست هناك فرص ادراك للجم ماحدث واصلاح ما أفسده الدهر وطي نتائجه الكارثية إلا باقتلاع هذه (الآفة) من خلال طرائق تفكيرها وثقافتها المحددة التي توشحت بها وتعتقده دينا وامرا الهيا مقدسا واجب التنفيذ وصاروا يعبدونها دولة بمؤسسات (خربة) وهم في كامل الوعي والتعقل والثقافة تماما كفرعون وهامان وهم في قمة مجدهم والاوفر علما وعقلا من بقية أتباعهم..
لكن صلف وعنجهية ماتمور به انفسهم في شهوات التمسك بالسلطةوجمع الثروات بكل السبل هذا الخطل غطي كافة جوانب العقل في التدبر والتفكر والتأمل في البشر الذين يحكمونهم فوضعوا انفسهم في مصاف التأليه واتباعهم في مصاف العبيد حيث جردوهم من انسانيته وكرامتهم اذا رفضوا الطاعة فهذا النهج في الأصل فرعوني حوره بعض غلاة اهل التدين ذو العقول الموبوءة بالتعصب والغلو في التدين والعرق…
هذه الثلةاو النخب التي اعتلت الحكم منذ الاستقلال والي اليوم خاصة في فترات الحكم الشمولي التي صنعوها واصبغوا عليها التقديس تارة باسم الثورة والوطنية وتارة باسم الدين واخيرا باسم الدين والوطن المؤسف كلها كانت ومازالت شعارات اخفت الوجه الكالح الطامع اثناء ممارسة الحكم في التفرعن والإستبداد والطغيان..
لقد اوحى الخالق وانزل آيات استبقت التفكير البشري في ان هناك بشر ياتون علي هذه الشاكلة قائلا في صدر صورة البقرة……
(واذا قيل لهم لاتفسدوا فى الارض قالوا انما نحن مصلحون إلا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون)
صدق الله العظيم…
هنا لابد ان تتجلى القيم الإنسانية في الاتجاه الاخر من المجتمع الذي يحتوي هؤلاء والسعي لاقتلاعهم ولكن ليس بنفس تلك الوسيلة التي حاربوا واقصوا وعذبوا وتفرعنوا بها ضد الأخرين.