مقالات

مناشدة لأهالي دار قلا – دار السلام والحكمة والبصيرة والإدراك

مناشدة لأهالي دار قلا – دار السلام والحكمة والبصيرة والإدراك

بقلم: عبدالحميد نورين الطاهر
Email; norain20000@gmail.com
عن مجتمع إدارة دار سويني
بتاريخ: 8 أكتوبر 2025

الأهل والعشيرة في دار قلا – دار السلام والحكمة والبصيرة والإدراك، بدءاً نترحم علي الأرواح التي فاضت الي بارئها من الطرفين ، نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويعفُ عنهم ويغفر لهم، ويلهم آلهم وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء.

انطلاقاً من رابط الوجدان الوطني السوداني الأبي، الأُخوة في الدين ، وشائج صِلات الدم ، أواصر المصاهرة ، روابط وتفاعلات العلائق الاجتماعية ، مغزي ودلالة الشعب، القبيلة ، البطن ، الفخذ ، العائلة ، الأسرة ، الأسرة النووية، الفرد، القَرَابة المتصلة ، وفحوى الروابط الجغرافية ، الضرا ، الفريق ، الحلة، القرية ، الجيل ، الوادي ومضمون الثقافة، التاريخ، الحب ، الرحمة، التعاون، التعاضد، التكافل، الإيثار، الكرم ، الإتحاد ، القوة والشجاعة، نناشدكم بمدلولات هذه الروابط ومعانيها السامية والتي إتخذها الأسلاف الأجداد كالبر المحصود ، والأعقاب الأحفاد كعلاقات متبادلة وبوتقة للإنصهار الاجتماعي منسوجاً بالروابط الاجتماعية والتعارف والتصاهر والتعايش وفض النزاعات بالحكمة والحوار وبناء التوافق والتي هي بلا شك شعار أهل دار قلا .

ومن هم أهل دار قلا ؟؟ أهل دار قلا ؛ هم أهل الحكمة والرؤية الثاقبة، أهل البصيرة والتجارب المتراكمة والنفاذ الي بواطن وخفايا الأشياء، أهل دار قلا ؛ هم أهل الحق والإنصاف بالحُجة والبينة، أهل دار قلا ؛ هم أهل الموعِظة والحُكم الأهلي الرشيد، أهل دار قلا ؛ هم أهل العلم ، المعرفة ، الثقافة، الاقتصاد والسياسة ويكفي أن أول برلماني للدائرة الشمالية لمديرية دارفور في أول برلمان للسودان كان من دار قلا.

أهلُنا الكِرام بدار قلا؛ نحن وغيرنا من دعاة السلام ، علي ثقة أنكم علي قدر ما ذكرت وأكثر ، وأنكم أصحاب العقلُ الراجح لتجاوز المهنة وإغماد نار الفتنة ، وأنكم أساتذة البصيرة تقدموا للعالم درساً جديداً في الحكمة الراسخة وإدارة الأزمات بمهنية واقتدار مهما كبرت حجمها وصغُر عقل صانعها.

أهلُنا الكِرام بدار قلا ؛ جميعُنا يعلم أن الإسلام عندما جاء كانت القبائل متناحرة ، فوحدها وصهرها في بوتقة واحدة ، وأبان لهم الحق والباطل، والحلال والحرام والمتشابهات بينهما، وأوضح لهم أن الفتنة لعظمتها أشد من القتل ، وأن “من آذى مسلما بغير حق، فكأنما هدم بيت الله” وأن من الإنس أكابر المجرمين أفعالهم كالشياطين يسعون بكل ما يملكون لتفريق العباد وعدم وحدتهم، يتمشدقون بالدين المسيحية أو الإسلام ولكنهم إخوان إبليس بالرضاعة، لذا كونوا علي قدر من الوعي ، الصحوة، التيقظ، اليقظة والفطنة لسد ثغرات الفتنة، وأن نتمسك بذات القيم الإسلامية السمحاء التي أوصُّونا عليها الأسلاف والأعقاب، فكونُّوا حريصين علي وحدة الصف وأن نجعل القرآن منهجًا لحياتنا نتعلمها ونتدبرها يوميًا يعيننا علي تجاوز صغائر الأمور ووأد الفتن في مهدها.

آباؤنا رؤساء الإدارات الأهلية دعاة الصلاح ووسطاء الإصلاح أولا – لا نوصيكم بل أنتم العارفين بتيسير التفاهم والتوافق ووضع حد للخلافات وإعادة الود والرحمة بين المتخاصمين حفاظا عليهم من التفكك والتشقق ، وثانيا – لا نوصيكم بأهمية وفضل إصلاح ذات البين ، هذا العمل النبيل الذي يساهم في تحقيق السلم والتآلف بين الناس ، ولكن نُذّكركم بقوله تعالي “لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” (النساء: 114) وأنكم تكتبون فصلاً جديداً من واجبكم الأخلاقي ، المهني والوطني بأحرف من نور الحكمة، الرُّشد ، الحُنكة والكياسة وفقكم الله وسدد خطاكم (اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمِكَ مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمِمْهَا عَلَيْنَا) آمين يارب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أهلُنا الكِرام بدار قلا ؛ دعونا نحتفي ونكتب عن قصص التاريخ ، الحب ، الوفاء وبراءة أطفال دار قلا ، ونوثق للسلم الاجتماعي هناك بإعتباره المقياس الأساسي لتقويم أي مجتمع من حيث توفير الأمن والاستقرار في العلاقات الداخلية التي تؤكد صحة المجتمع وإمكانية نهوضه، بينما اهتراؤها دلالة سوءه وتخلفه عن الركب.

ختاما حصَنّاكم بـ : (حسبي الله لا إله إلاّ هو عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم). وثقتنا فيكم بلا حدود في أن تمنحونا الطمأنينة والحب والسلام

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالحميد نورين الطاهر
عن مجتمع إدارة دار سويني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى