محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر) .. ملاحظات عابرة ..!

●من خلال قراءة ومتابعة كتابات ولايفات كثير من الناشطين من بنات وأبناء جمهورية جنوب السودان، تجدهم أكثر نضجاً ووعياً وإدراكاً لطبيعة الصراع في السودان، ويقدمون خطاباً مقنعاً ومتماسكاً ورصيناً.
●بينما الكثير من ناشطي ما يسمى ب”الهامش السوداني” خطاباتهم لم تغادر عقلية إجترار السرديات والبكائيات والسباحة مع تيار المركز الصفوي “الإسلاموعروبي” الذي استطاع تدجينهم وإعادة إنتاجهم في حقله بإمتياز ، ونسوا أو تناسوا إنهم قد قاوموه وقاتلوه وسعوا لإسقاطه، أو هكذا كانوا يقولون ويدّعون…!!.
●إن حليفهم الجديد قد جرّدهم في يوم من الأيام ليس من سودانيتهم وحسب بل جردهم حتى من إنسانيتهم وآدميتهم، وأذلّهم أيما إذلال ، وأباد نسلهم حتى بات جل قادة النظام مطلوبين لدي المحكمة الجنائية الدولية…!!.
●إن فهم طبيعة تحالفات “القاهر والمقهور” لابد من فهم سياقات متلازمة القهر التاريخي الذي وصفها البعض ب “عبيد المنازل” أو الفلقنة…!!
●في تقديري أن الفرق بين الصنفين من الناشطين الذين ذكرتهم، هو الإستناد إلى مشروع سياسي يساعد في فهم طبيعة الأزمات وتحليل الظواهر السياسية ومن ثم إتخاذ موقف بناءًا على هدى المشروع.
●أكاد أجزم أن مشروع ورؤية السودان الجديد قد ساعدت الفئة الأولي في فهم طبيعة الصراع وسياقاته، أما الفئة الثانية فهي لا تستند إلى مشروع سياسي حقيقي، وإن وُجد هذا المشروع لا يتعدي أن يكون نصوصاً وجمل إنشائية بهدف “القشرة السياسية” وسرعان ما يتلاشي في غمرة المصالح الذاتية والحزبية أو عندما تثار الغبائن والثأرات ، وفي هذه الحالة لذا من السهولة إعادة إنتاج “الهشاشة التنظيمية ” في قالب آخر باستخدام العاطفة والخطاب المتقوقع في الجغرافيا والكيان الإجتماعي.
●برع “المركز الصفوي” في استخدام وإستغلال أساليب ووسائل التفرقة وضرب المجتمعات ببعضها البعض وفق سياسة “فرِّق تسد”في كافة الصراعات بالسودان منذ “ثورة توريت” 1955م، وقد استطاع المحافظة على إحتكار السلطة والثروة والإمتيازات التاريخية عبر إستغلال التناقضات في المجتمعات السودانية ، وتوظيفها عبر “تمليشها” للدفاع نيابة عن سلطته باسم الوطن والوطنية.
● الحقيقية المطلقة أن جل إن لم يكن كل الثورات التي استخدمت السلاح كوسيلة للتغيير قد انطلقت من “الهامش” وللأسف كان من يتصدي لها هم “كلاب الصيد” التي تنطلق من الهامش نفسه…!.
●هل سيأتي اليوم الذي يتوحدوا فيه خلف قضاياهم العادلة عبر مشروع وطني للخلاص وبناء الدولة السودانية على أسس قومية جديدة عنوانها المواطنة المتساوية بين الجميع، أم سيكرر التأريخ نفسه بإستمرار؟!.
“قرنق رؤية ، والرؤية لا تموت”




