أخبار

رغم الحرب والدمار وفقدان البنية الخدمية بالمشروع تحالف مزارعي الجزيرة يعلن نتائج حملة (لازم نزرع)


كتب:حسين سعد


أعلن تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل عن انتهاء المرحلة الأولى من حملة (لازم نزرع) التي إنطلقت في منتصف يناير 2025، رغم ظروف الحرب الواسعة التي اجتاحت مشروع الجزيرة والمناقل منذ أبريل 2023 وما رافقها من تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح معظم السكان والمزارعين.

وقال التحالف إن ما حدث في الجزيرة لا يختلف عن ما شهدته دارفور عام 2003، مشيرًا إلى تقارير أممية عن انتهاكات واسعة ضد السكان والمزارعين وتدمير أصول المشروع.ى وأوضح التحالف في تقريره الذي تحصلت مدنية نيوز علي نسخة منه أنه بالرغم من النزوح والنهب وفقدان البنية الخدمية بالمشروع أطلقنا حملة (لازم نزرع) التي تهدف
للبقاء والدفاع عن الأرض ،وتوفير الغذاء وتقليل خطر الجوع ، وحماية ما تبقى من أصول المشروع، ومعالجة الآثار النفسية للحرب، وتمكين المجتمعات الزراعية المتضررة. و

أوضح التقرير أن الحملة استهدفت في مرحلتها الأولى زراعة ثلاثة آلاف فدان بالزراعة الصفرية (من دون مدخلات إنتاج) و1500 منزل بزراعة خضروات منزلية، وأشار التحالف الي ان إدارة الحملة تكونت من القاعدة إلى المجتمع وشُكّلت لجنة عليا للحملة، بينما تولت لجان القرى عمليات حصر المستفيدين، وشراء البذور وتوزيعها، ومتابعة العمليات الزراعية والتوثيق عبر الصور والفيديو، كما نظم التحالف عددًا من الاجتماعات مع منظمات في كمبالا لدعم الزراعة المجتمعية، وأسهمت منظمات إعلامية مثل “سلام ميديا” ومنصة “السودان للزراعة والأمن الغذائي” في التدريب وإعداد تقارير وتغطية الحملة.

وشملت الجهود الإعلامية: إصدار بوسترات تعريفية، وتنظيم ثلاث ندوات عبر الإنترنت، ونشر بيانات متعددة حول تقدم الحملة ، وقال التحالف إن إنجازات المرحلة الأول بالرغم من شح المياه وضعف الإمكانات ووجود معوقات كبيرة شملت انعدام المياه في القرى وقنوات الري، وضعف الوعي بالزراعة المنزلية، إلا أن المرحلة الأولى حققت نتائج وُصفت بأنها “مشجعة”، حيث: شملت الحملة 9 أقسام، وو42 قرية، إستفادت منها 2540 أسرة، بواقع 20 ألف مستفيد، وبتمويل بلغ 16.655 مليار جنيه سوداني، ومن نماذج النجاح المحلية:قرية ود بهاي: في إنتاج البيوجاز، وإدخال أسمدة طبيعية، ودراسة لإنتاج الدواجن عبر الفقاسات.

بينما كانت قصص النجاح في قرية مناقزا بمحلية الحصاحيصا في إنشاء مشتل لإنتاج الشتول، وتطبيق الزراعة المدرسية، في وقت تمثلت فيه النجاحات في قرية تنوب: من خلال نشاط مجتمعي واسع، و وصول عدد المستفيدين إلى 270 أسرة.

وأوضح التحالف ان المرحلة الثانية ان المرحلة الثانية من (حملة لازم نزرع ) بدأت منتصف أغسطس وحتى نهاية 2025، بعد عودة الحياة تدريجيًا للقرى والكنابي، وتهدف إلى:رفع عدد المستفيدين إلى 10 آلاف أسرة، وصيانة قنوات الري، وتنفيذ ورش للنساء والشباب، وإنشاء ثلاثة مشاتل، وإدخال 3 فقاسات لدعم تربية الدواجن، ودعم الزراعة المدرسية، وتأسيس بنك للبذور المحلية.


وختم التحالف تقريره بدعوة أبناء وبنات السودان في الداخل والخارج، والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، للمساهمة في دعم الحملة في مرحلتها الثانية، باعتبارها نموذجًا لإحياء المشروع الزراعي الذي شكّل أحد أهم إنجازات القرن العشرين في السودان.


ويُعتبر مشروع الجزيرة والمناقل أكبر مزرعة مروية في العالم بمساحة 2.3 مليون فدان، موزعة على 18 قسمًا و114 مكتبًا زراعياً، يعمل فيها أكثر من 130 ألف مزارع و800 عامل زراعي، ويعتمد عليه أكثر من 4.5 مليون نسمة. وظل المشروع يمثل العمود الفقري للاقتصاد السوداني منذ انطلاقة الري من خزان سنار عام 1925، ثم سودنته عام 1950 على أسس تقوم على الشراكة بين المزارعين والحكومة والإدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى