مقالات

الجميل الفاضل يكتب ..  “كرتي” في العيد؟!

عين على الحقيقة 

الآن، يخوض مع الجنرال البرهان في سراب منطقة زيف السلطة، إلى جانب عرّاب نظامه علي كرتي، رئيس وزرائه الجديد الدكتور كامل إدريس. 
وبطبيعة الحال، فإن أي سقوط في هذه المنطقة الغامضة يصنع، لدى من انكمشت من بين أيديهم سلطتهم أو تلاشت، شعورًا زائفًا بالقدرة على ممارسة ذات السلطة التي كانت بحوزتهم في وقت مدّها. 


يحدث ذلك حتى بعد أن يكونوا قد فقدوا بالفعل ظل هذه السلطة كليًا أو جزئيًا، وفق قانون “الجذر”؛ 
وهو القانون الذي من شأنه أن يفقد من خضعوا لنفوذه وسطوته، القدرة على مزاولة الحكم عمليًا على أرض الواقع، كما كان عليه حالهم سابقًا. 


بل إن لمنطقة “زيف السلطة”، هذه المنطقة الحاشدة بالأوهام، دوارًا يشبه دوار البحر، يجعل من وقع في فخها دائم التحسس – بشكل لا إرادي ربما – لأدوات وأطراف سلطانه، للتأكد على الأقل من أن مظاهر وأدوات هذا السلطان لا تزال في مكانها، ولا تزال تعمل كما كانت من قبل. 


وقد يتخذ هذا النوع من التحسس المستمر شكل أقوال وقرارات تجافي العقل، وتغالط الواقع، وتنافي الحقيقة.
ومن مظاهر مثل هذه الحالة، أطلق أمين الحركة الإسلامية، علي كرتي، تسجيلاً صوتيًا قصيرًا عبر نوافذ التواصل الاجتماعي، حاول ربطه بقدوم عيد الأضحى المبارك، قائلاً: 
“الإخوة الأفاضل.. تأتي معالم هذا العيد، والسودان قد تجاوز محنة الماضي المظلم، والوعود الكاذبة، والتدخل السافر، الذي حاول فرض أجندات الوصاية والعمالة، لاستعادة الوجوه الكالحة التي دمّرت السودان”. 


جمع في توليفة غريبة خطابًا امتلأ بعبارات لزجة ومفردات غامضة، قذف بها الرجل وكأنها رسائل مشفّرة. 
رغم أن الأرجح أنها جاءت لتعبر عن تصورات هلامية، لرجل يعاني اغترابًا مخيفًا عن الواقع، وانفصالًا مرعبًا عن الحقيقة. 
فالحقيقة هي ما يوافق الواقع، بينما زيف الحقيقة هو، في جوهره، كل ما يعارض هذا الواقع أو ينحرف عنه. 


وبالطبع، فالحقيقة هي كل ما يُعد صحيحًا بناءً على أدلة قوية أو معرفة موثوقة أو برهان علمي. 
في حين أن زيف الحقيقة هو ما يُظن بصحته اعتمادًا على تصورات جزافية خاطئة، أو معلومات مشوشة، مضطربة، أو مضللة في أفضل الأحوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى