الاتجاهات الستة نادر التوم .. نظرة بعمق .. زيت الرجوع 2-2!

الاتجاهات الستة نادر التوم
نظرة بعمق
زيت الرجوع 2-2!
”الانتظار مؤلم والنسيان مؤلم أيضاً، لكن معرفة أيهما تفعل هو أسوأ أنواع المعاناة.” (حكمة.. لقائلها)
(1)
ينطبق على الحكمة أعلاه، حال المواطن في الحرب، فهو ما بين إنتظار انقشاع سحابة الحرب، في المناطق التي نزح و لجأ إليها، و ما بين نسيان الحرب و نتائجها و مآلاتها و واقعها، و العودة للديار بعد طول غياب،أما أشد أنواع المعاناة لك كمواطن نازح أو لاجئ، (أيهما تفعل)، تتوكل ترجع ام تبقى و تصبر على الوجع؟
(2)
بعد انقشاع أزمة الحرب، و انحسار الدعامة بعد انتشارهم، بدأت السهام تنتاش النازحين من جديد: بلدكم نضفت ، بترجعوا متين؟؟
و قلة كانت تطلب التريث، ريثما تزول الشدة تماما.
(3)
معظم الأسر ربطت عودتها بانتهاء ابنائهم من عامهم الدراسي في الولايات، و امتحانات الشهادة، و هو أمر يجب أن يفطن له هؤلاء الشباب،من تضحية آبائهم و أمهاتهم، لأجل استكمال تعليمهم في الحرب، و السلم، و يجب أن يقابلوا الأمر بالاحترام، و الذوق، و سماع الكلام ،و الأدب، و من ثم الاجتهاد، و تحصيل أعلى الدرجات.
(4)
إذا كنت تود العودة من الولايات الآمنة، إلى ولايتك أو الخرطوم التي كانت مستباحة، فدعني أخبرك بهذه الأشياء:
ستفأجأ مغآجات عديدة، ستستقبل بانقطاع تيار كهربائي دائم، أو شبه دائم ، و هو مصحوب بانقطاع المياه، و قد تغيب احيانا لما يقرب الإسبوعين،ما يؤثر في كل أشكال الحياة، و ستفاجأ بأمراض لم ترها من قبل، من ضمنها (الحمى البمسكوها بالعود) ، التي كانوا (يداعونتا) بها زمان، و امراض اخرى، غريبة و مريبة، نسأل الله الحفظ و العافية!
(5)
ستفأجأ بانك (مكشر)، حالما تصل اللافتة التي كان مكتوبا عليها (ابتسم أنت في الحتة الفلانية)، من المدخل و العنوان ستعرف كم الخراب في المرافق و الطرقات و المركبات (المقلوبة) بجانبيها، و في أوجه الناس المقلوبة رأسا على عقب!
(6)
ستدرك كم الغلاء الذي وصلته البلاد و كم الاستغلال للعباد، منذ ركوبك المواصلات، لأن حكاية العودة الطوعية، و المجان، فيها ذلة أحسن منها أن تمشي على رجليك، مع كامل الشكر للجهات التي توفر و تدعم تلك العودة، ثم المواصلات الداخلية، و اسعار السلع من أبسط سلعة، و كل السلع الضرورية تأثرت بارتفاع درجات الحرارة و بقت (نار)، لكن البشرى أن كل شي متوفر، و العملة القديمة تعمل، يعني لو جيبك مليان، أمورك سوف تمضي، – و لا اعتقد أنه كذلك و إلا لما فكرت في العودة -.
(7)
نأت للبيوت ما بعرف بالأعيان المدنية، و غيرها من مرافق، فهي إما (مافيها غير الجدران و الأرضية)، أو تركوا فيها بعض الأشياء، و هي قابلة لأن تسرق أيضا، في ظل بيوت الأشباح و الفراغ العريض للمدن والأحياء،حتى الطرفية منها.
و هناك بيوت ربنا يعوض تهدمت بفعل القصف و الدانات، و ستجد آثار الرصاص في البيوت منذ دخولك مداخل العاصمة!
(8)
بخصوص العلاج، توجد مستشفيات و مراكز صحية و مستوصفات (حكومية و خاصة) تعمل ، لكن يستحسن إن كنت، أو أحد اقربائك تعاني، من أمراض مزمنة، يستحسن أن تصبروا شوية!
(9)
قد تتفاجأ عند وصولك، بأن جيرانك ليسوا هم جيرانك، بل إن ناس بيتكم ليسوا هاتيكم الناس، ستفأجأ بأنك غريب في بيتكم و حلتكم..
صمت مخيم، و غابات من العشر و المسكيت، و الأشجار المتسلقة (مثل بعض البشر)،أحاطت بالمساكن المسكينة، الخاوية على عروشها، في الطرقات ربما لا تلمح ظلا على بعد كيلو مترات، في معظم الاماكن، و إن كانت بعضها تكتظ بالبشر، اولاد الحتة (الأصليين)، و ممن أتت بهم ظروفهم من النازحين.
(10)
انتشار قواتنا (في كل مكان)، معلم بارز، و هو مبهج و مفرح و مطمئن، لكنه مرعب و مخيف كلاشات في كل مكا،ن في المواصلات و البقالات، و الطرقات، و المدارس و البيوت، و اصوات (قعقعته) هنا و هناك، و بالقرب منك (زي ايام الحرب)، أما الاعراس فتعتقد جازما، من كثرة إطلاق النار، أن هناك اشتباكا،و ليس عرسا!
(11)
المدارس و بعض الجامعات فتحت ، (كيف ما اتفق)، و الجميع يبحث عن المال، و التلاميذ و الطلاب يبحثون عن (المخارجة)، و المخارج، و لا احد يفهم شيئا عن وضع التعليم أو التقويم أو الامتحان أو التلاميذ و الطلاب.القابعين هنا، دعك من القادمين من مناطق النزوح، التي تختلف كل منطقة عن الأخرى في تقويمها و منهجها!
(12)
المواصلات متوفرة بكثرة، و هناك فائض و تنافس، و تشاكس بين أصحاب المركبات، و الاسعار نار، أقل مواصلات لأقرب نقطة الف جنيه، و خمسمائة نادرا، و لا يزال التلاعب في الوقود مستمرا بسعرين ابيض و أسود
(13)
مناظر صفوف (التكايا) منذ الصباح الباكر ، و صفوف جركانات المياه، و الأوساخ المتراكمة أمام البيوت، رغم وجود عربات النفايات، بجانب الرصاص (مضروب), طلق من كافة المقاسات، كل ذلك و غيره يعتبر مناظر معتادة!
بعض المساجد اكتظت و بعضها بالكاد تقام فيه صلاة الجمعة.
(14)
الطبقات و المحسوبية و الرشاوي و الاستغلال، و الاستهبال، و كل البلاوي قبل الحرب (العرض مستمر)، ربما بصورة افظع و أبشع. أسباب قيام الحرب بين قوسين ، نحن يانا نحن قليل جدا الاتغير (للأحسن)!
(15)
اتجاه واحد
في الجزء الأول قلت إن من يرى أن عودة الخرطوم و المدن المحتلة لوضعها زمان سيأخذ سنينا فهو محق، و من يرى أن الأمر يمكن أن ينجز سريعا، فهو أيضا على خق، إذ أن الأمر مرتبط بالناس في كلا الخيارين أن استكانوا سيتم الأول و أن شمروا سواعدهم و عادوا سيعود كل شئ افضل مما كان عليه أن شاءالله!
تخريمة
الزيت بلغة الشباب، هو الخلاصة و (الزتونة)، بلغة أخواتنا المصريين، و قد أعطيتك الزيت يا من تريد الرجوع !
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد!
و الله اعلم