الصحفي صديق دلاي يرثي بن عمه الشهيد الجيلي “جيلي القيوم”

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالي(وبشر الصابرين الذين اذاإصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)
نعم ولكل أجل كتاب..
….نعم…..
.
وكل من عليها فان ويبقى وجهك ربك ذو الجلال والإكرام
….جيلي القوم…..
.
..حبيب العمر… الجيلي قمر الدولة عبدالله حسب الله
البطل ..الشهيد.. مع الشهداء والصديقين بإذن الله تعالى وبركاته
انعي عائلته… زوجته المكلومة ابدا..اولاده ..محمود امه وزهراء الشقيقة الوحيدة والأهل وبنات اخي ..الأصدقاء..
حبة اخي نفيسة غالية
حبة من العقد الفريد انفرط و تنزلق
بينما كنت الملم من شريط الذكريات ما تبقي من فرحها لأهني العريس الجيلي ابودنس ود بلية…يزاحمني منه وفاء وعرفان ورباط متين من الحب
ولكن للقضاء والقدر(رأي اخر ) ان انزف من الحبر دما وحزنا وقد كنت اتابع اي خبر من حبيب العمر
…..الغايب من سنتين…
…عم سنتان من الغياب….
ننتظره ان نحدثه ويحدثنا عن القلق والتوتر .. نقريه مع السلام كل الدعوات وأكيد كان كتلة من الوفاء … يقرينا السلام
…اثقل عامين…
نعد ثوانيه لعل في الأمر جديد
ليعود الحبيب المنتظر ولكن كان بأس الأيام شديد ونحن نؤمن جدا بالقضاء والقدر
وبالامس(فقط) انقطع العشم ان يعود ابو متاب لبيته القديم …الي اهله…بناته زوجته…الي ديوانه الفسيح..كما كان يمازحنا و يضحك ساقضي بقية حياتي جياشي معاشي وسط الأهل والأصدقاء والاحبة ونعوض اللي فات
نسيت الجيلي ود بلية العريس وغرقت في حزن العمر كله والناعي ينعي
بالخبر الأكيد
الجيلي قمر الدولة الي جنات الخلد بإذن الله…ذلك البطل الشهيد
ومن شريط الذكريات يخرج الجيلي القمر حياة عامرة بالحب
انه حياة وعمر
زاخرة مزدحمة خضراء جدا..حب وحب وحب
نحن جيل الابتدائية..من الكنبة وفطور السوق وتلك الأعياد..فريق الكورة..النادي والسفر …قضينا أجمل أيام العمر نحكي نقرأ نسافر نتساند وقد بدأنا مشوار الحياة كلانا يدعم بعضه البعض
وكل ثوان العمر..كان الجيلي القمر شريك أساسي
كنا نصفق له علي الدوام الأول أو الثاني أو الثالث…شاطر متفق عليه…وكنا ننتظر دورنا خارج التصفيق والعشرة الأوائل
مبكرا جدا دق صدره للأيام وتحداها ذلك البطل الصغير الهمام
حينما اكد جدراته الأكاديمية ومن ثم إختار الجيش…
مشروع شهادة مدعمة برضا الوالدين..مثابرة..جد وبعده جد
الجيلي القمر..يا أيها العابد يا زين العابدين…كنا نعرف تدينك من عنوة بيننا ..حتي دموع صلاة الليل…كنا نراك بل كنت امازحك…يا جيلي القوم..انت مشروع شهيد
بيننا عمر طويل..مواقف حكايات بقوة التفاصيل وأسرار ليس معها مثيل..كنت حتي قبل السنتين الأمين الاواب…يا أيها العابد النساك
علامة الصلاة في جبين التثابر كانت طبعا وكانت أخلاق وكانت أيضا كل ذلك البهاء
يا زول يا دغري كما الخط المستقيم
كتلوك أشرار الأرض
أنهم بلا اخلاق يقتلون الأسري
….الاوباش…
جهادية القرن ال٢١ ليس غريبا منهم وهم يقتلون صحابي القرن ال٢١
يناسبهم الخزي والشقاء والجرم
والجيلي القمر تناسبه
البسالة والرجالة والاستشهاد…
شهيدنا كان العابد النساك
كان يتسلل من بيننا لصلاة الفجر
كانت حكاياته من اول مرتب في الجيش…الكل نصيبه عطاء
هكذا الجيلي القمر..كان نبيلا وكان كريما وكان مميزا منذ أن نادته الراحالة المعلمة نادية محمد فضل المولي بالشاطر الذكي المهذب وان مستقبلك كبير يا جيلي القوم
كنا نحسده وكان يحبنا اكثر
فالبنفسج الذي بيننا كفيل بحمايتنا من ذلك الحسد
كانت كلمات المعلمة الراحلة نادية كانت بصيرة تشبه النبوة
وقد تحققت بالامس
ومنذ الامس تزاحم من قلبي شريط الذكريات …كان جيلي فيها عاصمة احداثنا..من المدرسة الي الجامعة نجمة وقمر..زول دغري جدا مثابر بطل شجاع
كلما عاد المهندس من رحلة السحاب يؤدي واجبه نحو الوطن…يمازحني…من الجو مرينا علي الصالحة شفت بيتك وهدوم في المشر
وانا صاحب القول الفصل عن بسألتك ياالجيلي القمر..
رجالة منقطعة النظير
ومنذ ان سمعنا اصل القصة وكيف رفضت المغاردة مع عائلتك في أولي ساعات الحرب
لم استغرب قرارهك انك ستبقي في وسط غبار الحرب
لو سفلتوا له الطريق لتلحق باولادك سترفض
فذلك هو الجيلي الذي نعرفه
ضميره وأخلاقه وجسارته ..قلبه من جمر وقاد منذ أن إختار الجيش والجو
كان يصمت ويبتسم وأنا أقول له..انت في الحقيقة يا الجيلي اهم من ضباط كبار..
انت مهندس كبير وخطير وشاطر
لماذا ينادوك بالفني وبس
كان عرفاني بعيد المنال
كنا ننظر له من الدنيا وكان يبتسم وهو قادم من الأخري
يا زول يا دغري كما الخط المستقيم
حينما طال الغياب وانت في الاسر
شاهدتك من فديو مدفوع الثمن
اي والله العظيم
مدفوع الثمن من هنا مننا نحن لتطمئن قلوب واجفة وسؤال من عيون متاب…
وين انت ابوي
يا نور العين انت انت
انت وينك وين
ثوان الفديو أكبر دليل به ثراء العمر..انك ذاته ..الجيلي القمر الجسور..رجالة فايتة الحد وهل تغني هذه الكلمات من ذلك الجوع
الكبير الجسور العابد الناسك
بذات ابتسامة الثبات
قلت لنا..
انك بخير..مع عبادتي اشدد بها صبري
لم نري منك جزعا ولا فزرة ولا تؤسل
كنت في تلك الثوان مدفوعة الثمن
كنت انبل وارجل منهم ومن بنادقهم وكنت ذلك الأسير كما كان سيدنا بلال ذلك المعذب
نزيف قلمي يغرق في سيرتك الذهبية جدا..فمن اين أبدا وكيف وكيف وكيف والي اين ونزيف الدموع هطال هطال هطال
الي أم الشهيد
احزني ولن ينتهي حزنك قريبا ولا ينبغي لقلب الأم ان يوقف ذلك النزيف
راضون بقضاء الله وقدره وآجله المحتوم وأنا لله وانا اليه راجعون
يا أم الشهيد..الجيلي القمر
وهل سنبكي علي شهيد
ولدك البار ونحن شهود العمر كله
ولد دغري عديل
وأهو كما تحلمين عمل أسرة وعيال..عيال من نور عابد نساك
محفوظين بايات الرحمن الرحيم
كما قالت أم الابنودي للابنودي
اهو من ريحتك عيال
لا تحزني يا حاجة بخيتة عرفناك منذ ونحن صغار شيخة وعرفانية وشرفك قلادة يوم أن شرفتنا السجادة السمانية بزيارة لميلاد محمود …
كان الفريق والأهل والحبان يترنمون أيضا
محمود أسوو ..الجو اهلو وعزوا
وانت يا محمود الشقيق الذي تشارك الشهيد الروح من نفس البطن الجابتك..قبلك كان مثل الشهيد
ارجوك يا محمود قف في الصف الأول كما هي تقاليدنا واقرأ الفاتحة مع كل الناس لروح الشهيد.
وانا في البلد البعيد متأكد من جساراتك انت كمان زول دغري شديد موحد جد جد
لا تجزع ونحن نعرفك كما الشهيد
كمان انت اخو الشهيد دم ولحم فليس في الأمر عجب
وابوكم واباكم ذلك القمر شيخ اخر عظيم عظيم عظيم
حينما رحل رفع الجيلي ابيه صورة تشكيلية كبيرة علي الحائط .. مازحته بخشونتي التي يستلم فؤادها وقلت له يا …..
من زور ملامح الشيخ الأكبر
يا بنتي متاب منذ الأمس فأنتي يتيمة الأب ولكن اهلنا وتقاليدنا دفء العشيرة لن يتركوا لليتم من شأن
بإذن الله تمام التمام مغمورة انتي واخواتك في الحب والرعاية إلي ذلك الأبد في أمان الله وحفظه ورعايته
والي كل الحين القادم ستعلمين اي باسل نساك عابد ..كان اباك
الجيلي يا زين العابدين يا زينة الرجال
الي اختي الكريمة هيام
انتي السيدة الأولي من عقر بيت الشهيد تعرفين كل ما قلناه واكثر بحكم الاواصر مع زوجك الأمير الشهيد الجيلي القمر
سيضع الله علي قلبك ذلك اليقين واحدة من كرامات الشهيد
الي ال حسب الله
نعزيكم في شهيدنا الجيلي القمر ولا نقول إلا ما يرضي الله…وأنا لله وانا اليه راجعون
يا الضوء..ضوء النور معلم الأجيال
الي حسب الله عبد الله..العابد الكريم الجواد
وكيف اعزي عمي محمد
الي العم الذي غيبه الموت أيضا في ذات التوقيت
عمي محمد ذلك الرجل الصالح في عليين مع الشهداء والصديقين
نعزيكم وبيننا حياة وعمر من شريط الذكريات
كان الشهيد دوما حيا فعالا وصنديد
اعذروني فلا استطيع تدوين كل الحزن..ماخوذ من تفاصيل كل الأهل والأصدقاء والاحبة وخسارة الدهر تمتحن ايماننا ولن نقول إلا ما يرضي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كيف اعزيك حبيب العمر الاخر
يا سمير محمد بخيت
كنا ثلاث يجمع بيننا الليل وذلك الإنس الشفيف..نسهر حتي الصباح والجيلي القمر كان دائما رباط الحب الجزء الفاكهة من طعام أيام الدنيا
كيف اعزيك يا سمير ورفيق السفر والنكتة الجديدة بعيد بعيد
لن ينتظرنا في المثلث متفقين رحلة العزازي للعيد وغير العيد
ونحن ضيوف كان الجيلي القمر دايمآ يستدرجنا حتي نصل منزله العامر نضحك ونضحك فيطلب من فؤاده الحبيب ان نبقي معه نؤانسه حتي العصر او قل حتي المغيب
وأنا عند الجيلي القمر ذلك المسموح له باي مخاشنة وكان هو المبتسم العارف بالله يقول لي من دون كلام قل ما تشاء فأنت الحبيب
يا حاج أحمد ود الشيخ يوسف
كيف اعزيك
فانت والشهيد قصة من المحبة
تعرف ماذا اقول ومع ذلك ساسكت
فانت والشهيد وانا .. بيننا عمر طويل من الحب المشترك
يا سعيد مبارك نديد الشهيد كيف اعزيك
كانت أجمل نميمة بحضور الجيلي وكنت انا الوحيد النادر اخاشن الشهيد فيبتسم بعرفان بحب. قل ما تشاء يا صديق فانت الحبيب
كنت اتمتع بتلك المكانة
كنت في دنياه من اهل (بدره) حق مستحق فنحن أخوة العمر المديد
كنت انتظر منه عودة ليحكي لي واكتب رؤايته من بنفسج ومن فولاذ بل ومن حديد
كنت اعرفه..
لن يساؤم أبدا أبدا أبدا
وسيكون ذلك الجياشي الباسل العنيد وكمان عابد مبتهل ظل يتسلل من بيننا في صف صلاة الفجر
يا ابو متاب..يا زول يا دغري كما الخط المستقيم
الاستشهاد يليق بك تماما ونحسبك عند الله شيهدا
والله العظيم يا ما شفتك في غيابك انيق بالبدلة ومرة بجلابية العيد ومرات من وسط مسجد
كنت أطمن أسرار بابكر واقسم لها بأنك ستعود
كنت افسر القيافة والجمال والسعادة في الرؤية هي عودتك بينما انت قطعت تذكرة السفر شهيد عابد كمان يا أيها الناسك
اتاريك حزمتك أمرك الي السماء عريس الدفاع عن الوطن
لا نقول إلا ما يرضي الله
أنا لله وأنا اليه راجعون
يا ابو متاب
هذا هو شمس الدين الحبوب ينعيك أيضا وكلنا في المنافي بعاد بعاد بعاد
والدموع لا تكفي فقدك الجلل
كنا دفعة وأهل واكثر من أصدقاء
هذا عمر مديد كله نحن وهم وكان الشهيد أجمل بني آدم
اتذكر صديقك الجيلي القمر يا محمود أحمد إدريس ..اختارك اعز الناس من بيننا واصبحتم عقدا فريد
ايوا نعم وكان معه إصرار
لاعزازك من بيننا
فكيف يا ابو فاطمة اعزيك في هذا الفقد الجلل
يا حسبو الشيخ
انا شاهد علي معزة بينك والشهيد فابكي واحزن الي ان نغزل من الدموع شموع…سيرة من دهب
لن احصيكم في كلماتك لاعزيكم فردا فرد
فاعذروني من غاب من شريط الذكريات ..
شريط ينزف ذاكرة زاخمة زاخرة متزاحمة
كلما رفعت من الايام ذكري تزاحمت الذكريات تطلب المزيد من الظهور فهي سعيدة وعامرة بالحب
الجيلي القمر من يخبرنا عن سيرة الدهب…عامين من الغياب
نراهن علي ثباتك وسنجد من الناجحين من يخبرنا بقوة التفاصيل
يا زول يا دغري كما الخط المستقيم
الاوباش ما بهم ذرة أخلاق فكيف يحرمون الأسير من حق الطعام والعلاج
بالله عليكم يا رفاق تلك الأيام القاسية
خبرونا ولو كلمات
كيف قضي الشهيد اخر ساعاته بعيدا عنا كلنا وهل وجد من يسنده الي الحمام
لابد انه كان ذلك الراكز حتي اغمض عينيه برضا عجيب
لابد انك كنت مشغول بالبنات
لا تقلق يا ابو البنات وقد تركت بينهن فارس اهل وقبيلة
هنا بإذن الله تعالى وبركاته دائما وابدأ بخير
يا اباذر عصرنا الغشيم
رحلت كما تشاء شهيد بإذن الله تعالى وبركاته
شهيد من دهب الأسباب
هولاء الاوباش بلا اقل أخلاق
عن شؤن الحرب وما ينبغي فيها من أخلاق
الجنجويد الأشرار
احرزوا صفر والي الله تجتمع الخصوم وكنت انت المنتصر كيفما اتفق
وفي ذلك اليوم
سيأتي شهيدنا مضمخ بالعنبر والمسك شامخ كما الشهداء
اللهم ارزقنا نصيبه من الاستشهاد
كل من عليها فان ويبقى وجهك ربك ذو الجلال والإكرام
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أنها الاجال
ولكل اجل كتاب
استغفره الله واتوب إليه
انه الرحمن الرحيم
صديق دلاي
ابريل ٢٠٢٥