بقلم// الشيخ يونس ود تمبول>>

●هل تعلم ماذا تعني عندما تقول “بل بس”؟
تعني أنك تتحمل كل نتائج الحرب وتبعاتها الثقيلة:

تتحمل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.

تقبل بعدم توفر المواد الغذائية والدواء والخدمات الأساسية.

توافق ضمناً على فقدان أعز من تملك: أمك، أبيك، أخاك، أختك، زوجتك، ابنك، ابنتك… وربما تفقد حياتك أنت.
ترضى أن تخسر بيتك، مالك، وممتلكاتك التي جمعتها في سنين عمرك.
وعندما تقول “بل بس”، لا تشتكِ بعدها من سلوك بعض الجنود:
من نهب وسرقات، اغتصابات، قتل بغير حق، وسفك دماء الأبرياء.
لا تتباكى حينها على حال اللاجئين والنازحين، ومعاناتهم في خيام الذل والشتات، لأنك وافقت ضمناً على كل ذلك حين قلت: “بل بس”.
كلمة “بل” هنا تعني ببساطة: استمرارية الحرب،والحرب بين أبناء الوطن ليست في صالح أحد، مهما بدا أنه على حق.
قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}، لأنه مهما كانت المبررات، فالحرب هي أسوأ الخيارات.
قد يعلو صوت الحرب في بدايته، ويتكاثر أنصار “بل بس”، لكنهم في النهاية يدركون أن الحرب لا تجلب سوى الدمار، والتشريد، والضياع.
ومع الزمن، تتلاشى تلك الشعارات، ويحل مكانها صوت العقل “السلام سمح”.
وفي النهاية، يجلس المتقاتلون على طاولة مستديرة، يتفاوضون، وينهون كابوس الحرب…
لكن بعد ماذا؟
بعد أن خسرنا الأرواح والممتلكات، وفقدنا أشياء ثمينة، كان بإمكاننا أن نحافظ عليها لو أوقفنا الحرب بأقل الخسائر.

“بل بس” كلمة قصيرة… ولكن ثمنها غالٍ.

بل #بس✅