مقالات

ابتسام ابو طاهر تكتب .. بنك العمال الوطني .. الدور الإيجابي.. وقصب السبق..

بنك العمال الوطني.. الدور الإيجابي.. وقصب السبق..


ابتسام ابو طاهر الخليفة

كانت معايشتي لبنك العمال الوطني عن قرب قبل الحرب التي نتجت عن تمرد المليشيا وطوال فترة الحرب..
وعندما تم الاعتداء على البنوك في الخرطوم وكان ذلك بصورة مفاجئة لم تعط لأي مؤسسة فرصة تهيئة أوضاعها وجدت أن بنك العمال الوطني عبر مديره العام الرجل ثاقب النظرة محمد إقبال لم يضع البيض كله في سلة واحدة وإنما وزع سيرفراته ومعلوماته وأدوات عمله خارج الخرطوم لمواجهة أي طارئ في وقت لم يكن فيه معلوما ما هو الطارئ..


ولذلك عند اندلاع الحرب المفاجئة وخروج الإدارات من الخرطوم لم تكن لبنك العمال الوطني اي مشكلة في التعامل مع المعلومات الخاصة بفروع ولاية الخرطوم.. وعندما حدث ما حدث في مدينة ود مدني كان أيضا بنك العمال محتاطا ومتحسبا وسارت أموره بصورة طبيعية من بورتسودان اتصالا بمعلومات كل فروعه..


اما في بورتسودان وغيرها من المدن وأثناء استبدال العملة كانت فروع بنك العمال الوطني هي الأكثر اكتظاظا وازدحاما بالمواطنين والعمال بصفة خاصة إذ أن هذا البنك يلعب دورا مهما من خلال توليه لرواتب ومعاشات العاملين في الموانئ البحرية وفي سلك التعليم وكل معاشيي الصندوق القومي للتأمين الاجتماعي وذلك عبر كل فروعه.. وبعد انتهاء استبدال العملة في الولايات الآمنة أصبحت فروع بنك العمال الوطني تضج بمئات العمال والمعاشيين بصورة يومية لأن هذا البنك هو وسيطهم مع مؤسساتهم.. وظل العاملون في فروع البنك يعملون كخلية النحل لا يهدأ لهم بال ولا يستريحون مطلقا من لحظة دخول البنك وحتى مغادرته.. ويتحملون ما يواجههم من مصاعب الازدحام في صبر أيوب.. ويظل قائدهم الهمام محمد إقبال ملهما للعمل يخطط ويوزع العملاء بين مختلف الفروع والتوكيلات للتخفيف على المواطنين..

وعندما اقتضى نداء الواجب أن تستعد مدينة ودمدني لاستقبال عملية استبدال العملة انتقل محمد إقبال إلى مدينة ودمدني وتمت تهيئة الفرع هناك وصار الفرع قبلة تضج بالحركة والنشاط مثله مثل كل فروع البنك أينما يكون سواء في نهر النيل أو الشمالية أو النيل الأبيض وبقية الولايات..


وفي إطار توسيع انتشاره قام بنك العمال وبرغم آثار الحرب بافتتاح فرع جديد في دنقلا بالولاية الشمالية وسط ترحيب كبير رسمي وشعبي وتنتظر منه ولاية نهر النيل فتح المزيد من الفروع لتساند فرع عطبرة.. وفي ظل هذه الحرب ولجوء البنوك اضطراريا لتخفيض العمالة الا ان بنك العمال الوطني لم يلجأ لإنهاء خدمة أي موظف أو عامل؛ ورغم ذلك حقق أرباحا كبيرة في النصف الأول من عام 2025.. وادخل البنك تطبيق (وطني) الذي يعمل بكفاءة عالية.


أن دور بنك العمال الوطني في خدمة العمال والمعاشيين لا تخطئه العين. وعندما تطلب ركشة أو تكتك أو خلافه يخبرك صاحبه انه من تمويل بنك العمال الوطني الذي خدم والمعاشيين والعمال بتوفير مصادر دخل لهم.. وكانت بصمات المدير العام محمد إقبال واضحة في البنك وهو الذي تدرج في وظيفته من موظف صغير بالبنك وتطور بحهده ونشاطه حتى وصل مدير عام البنك؛ ونجح في قيادته في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد.. فله منا كل التقدير لجهوده..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى