مقالات

عبدالعظيم قولو يكتب .. رسالة في بريد الوزير

درس خاص
عبدالعظيم قولو
رسالة في بريد الوزير

يا سيدي الوزير خالد الاعيسر مدينة الفاشر تحتاج إلى كل إمكانيات وزارة الثقافة والإعلام الرسمية وليس إلى مجرد صفحتكم الشخصية!

​إنّ ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد “أحداث” عابرة؛ إنها كارثة وطنية وإنسانية مكتملة الأركان. فمدينة التاريخ والصمود تقف اليوم على حافة الإبادة، حيث يُحاصر المدنيون، وتُستباح المستشفيات والمساجد، ويُزهق الأرواح بالجملة، بينما العالم يراقب ويُدين. كان لزامًا على إعلام الدولة أن يكون أول من يدق ناقوس الخطر ويعلن حالة الطوارئ الإعلامية والحداد الوطني على أرواح الضحايا، تعبيراً عن التزامنا الوطني والأخلاقي تجاه أهلنا الصامدين.
​لماذا لا تعلِنون الحداد على مستوى الأجهزة الإعلامية الرسمية، كالتلفزيون القومي ووكالة السودان للأنباء (سونا)؟
​وما الذي يجعل القنوات الفضائية الخارجية – مثل الجزيرة، والعربية، والحدث – تُفرد مساحة أكبر لقضايا الفاشر والوضع الإنساني فيها، تفوق ما يقدمه تلفزيون السودان الرسمي؟
​أين دور أجهزة الوزارة الإعلامية في ممارسة الضغط الفعال خاصة بعد كسر الحصار الجوي عن المدينة لماذا لا يتم استخدام هذه الثغرة الإنسانية لإسقاط المساعدات والإغاثة فوراً، سواء من قبل حكومة السودان نفسها أو بالضغط على الأمم المتحدة؟ إنّ المنظمة الدولية تكتفي بالإدانة اللفظية والبيانات المكررة، دون تحرك ميداني جدي لإنقاذ المحاصرين. أليس دور إعلام الدولة هو فضح هذا التقاعس ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته عبر الجو، ما دام الوصول براً مستحيلاً؟..
​بل وأين دور الوزارة في حماية رعاياها من الكادر المهني؟ ففي خضم هذه الكارثة، لم نرَ من وزارتكم أي خطوة واضحة أو بيان رسمي بشأن أحوال الصحفيين والإعلاميين المهنيين السودانيين الذين يعملون في قلب الحدث وهم محاصرون في الفاشر! إنّ واجبكم لا يقتصر على إدارة الخطاب العام فحسب، بل يمتد ليشمل ضمان سلامة وأمن أولئك الذين يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة من الميدان. هل سُئلتم يوماً عن مصيرهم، أو خطط إجلائهم، أو حتى إمدادهم بالدعم اللازم؟

ختاماً ندعو الله أن يفك كرب الفاشر وأهلها، وأن يرفع الحصار عن كل شبر في بلادنا، وأن يلهمكم جميعاً في وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية اللحظة التاريخية، لتكونوا صوت الوطن الصادق، وضمير الأمة اليقظ، ودرع الأبرياء الإعلامي. سائلين المولى عز وجل أن يُعيد الأمن والسلام والاستقرار إلى ربوع السودان كافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى